بعد أكثر من عامين على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وتولي حركة طالبان الحكم بعدها بفترةٍ قصيرة، لا تزال البلاد تعيش أعمالاً عدائية متواصلة، إذ تتعرض حكومة طالبان تتعرض للاستهداف هذه المرة من خلال جماعة تطلق على نفسها تنظيم الدولة الإسلامية – ولاية خراسان.
منصة أسباب وبالشراكة مع Caspian Report، تشرح لكم في هذا الفيديو لماذا ما تزال أفغانستان في حالة حرب؟
تقبع أفغانستان في قلب وسط آسيا فيما تحدها باكستان وإيران وتركمانستان وأوزبكستان وطاجيكستان والصين، وتُعد غنيةً بالموارد الطبيعية مثل:
- النحاس والحديد والرخام والفحم
- الليثيوم والكروميت والكوبالت والذهب،
- كافة أنواع الأحجار الجيرية والكريمة والمعادن النفيسة
والأهم من كل ذلك هو أن أفغانستان تُمثل ممراً بين الغرب والشرق وتحظى بأهمية جيوسياسية كبيرة، وكانت في فترة الحرب الباردة الدولة المحايدة الوحيدة بين القوى الشيوعية في الشمال والشرق وبين القوى الرأسمالية في الجنوب والغرب.
تاريخ أفغانستان المليء بالصراعات
وبعد سيطرة الشيوعيين عليها، ارتفعت مكانة أفغانستان الاستراتيجية، واتسم تاريخ البلاد منذ ذلك الحين بصراعات تغذي الصراعات التي تليها، حارب الأفغان بعضهم من أجل السلطة السياسية
- غزا السوفييت البلاد ودكّوها دكاً من الناحية العملية لكن السوفييت رحلوا بنهاية المطاف وعاد الأفغان لقتال بعضهم
- استمر ذلك حتى جاء الغزو الأمريكي وما أعقبه من احتلال
- رجع الأفغان إلى عادتهم القديمة بعد سحب الأمريكيين لقواتهم عام 2021
- سيطرت حركة طالبان على البلاد سريعاً
- بدأ الأفغان في الاقتتال الداخلي مرةً أخرى
وبقيت آخر معاقل المعارضة في شمال البلاد، لكن طالبان أخضعتها وأعادت تسمية الدولة لتصبح إمارة أفغانستان الإسلامية.
هدف طالبان.. بناء دولة
ومنذ ذلك الحين بدّلت حكومة طالبان الجديدة أولوياتها وركزت على الخدمات العامة، والاستقرار الاقتصادي، وحل المشكلات الاجتماعية الداخلية، وبدا أن هدف طالبان لم يعُد يتمثل في تصدير الجهاد بل صار يتمحور حول بناء دولة دائمة.
- سهّلت هذه الخطوة على الدول المحيطة إبرام الصفقات مع أفغانستان
- يجري المسؤولون من إيران والصين وباكستان محادثات للاعتراف بطالبان واعتبارها الحكومة الشرعية في السلطة
الصراع على “خراسان”
لكن تقاعس طالبان عن الجهاد أثار غضب جماعة متشددة أخرى تُدعى ولاية خراسـان أو داعش-خراسان، حيث ترى تلك الجماعة أن طالبان ليست صالحة ولا يحق لها الحكم بقدر الأمريكيين، ويتمحور الخلاف بين طالبان وبين ولاية خراسـان حول “خراسـان” تحديداً.
- يُشير مصطلح خراسان تاريخياً إلى منطقةٍ شاسعة تحتل شمال شرق إيران، ومناطق جنوب آسيا الوسطى، وغرب أفغانستان
- كانت خراسـان مكاناً مزدهراً خلال العصور الوسطى
- شكّلت مركزاً للتجارة والثقافة والتعلم
- لم تكن خراسان دولةً بالمفهوم المعاصر بل كانت لها هوية فضفاضة يُمكن وصفها باللامركزية ومتعددة العرقيات
وربما ابتلعت الدول القومية المجاورة أراضي خراسـان شيئاً فشيئاً بعدها لكننا نستطيع القول إن نسلها الثقافي يتمثل في أوزبكستان وأفغانستان، ومع ذلك، مرّت أوزبكستان بعملية علمنة وتأميم صارمة وواسعة النطاق.
لهذا سنجد أن الأفغان، وخاصة ذوي الخلفيات المحافظة هم الوحيدون الذين يحافظون على بقاء ذكرى خراسـان، أي إن طالبان راضية بإبقاء سلطتها داخل حدود أفغانستـان ومتابعة أعمالها. بينما تسعى ولاية خراسـان إلى إحياء ذكرى خراسان الغابرة، وهذا يعني أن ولاية خراسان تريد استغلال الموارد الأفغانية لإشعال مرحلةٍ ثانية من الفتوحات وهي مرحلة تستهدف إيران وأوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان وقيرغيزستان، وربما باكستان.
هل تشتعل حرب جديدة بسبب خراسان؟
إن السعي لإحياء خراسـان سيُشعل حرباً شاملة تجتذب القوى الإقليمية والعالمية، بما فيها الولايات المتحدة والصين وروسيا وغيرها، وعلى الجانب المقابل يؤدي تضخيم تهديد الحرب الشاملة من جانب ولاية خراسـان إلى منح طالبان فرصةً لتقديم نفسها باعتبارها أهون الشرين، كما يُجبر الدول القريبة على التعاون مع طالبان والاعتراف بها كحكومة شرعية لأفغانستان في حال أرادت تلك الدول القريبة منع ولاية خراسـان من تجاوز حدود البلاد.
الاختلافات بين طالبان وبين ولاية خراسان
لكن وجود ولاية خراسـان يظل أمراً واقعاً، بغض النظر عن الحجم الحقيقي للتهديد الذي تمثله.
- شنت تلك الجماعة نحو 400 هجوم في آخر 20 شهراً
- كان أكثرها دمويةً التفجير الانتحاري في مطار كابل الدولي عام 2021 والذي أسفر عن مصرع 183 شخصاً
- ردّ مقاتلو طالبان بهجمات مضادة لكنهم فشلوا حتى الآن في القضاء على ولاية خراسـان
ومن الواضح بالنسبة لقيادات طالبان أنه يجب عليهم وضع حد لولاية خراسان إن كانوا يأملون في كسب أي شرعية لحكمهم أمام المجتمعين الدولي والأفغاني، ولهذا تستمر الأعمال العدائية داخل أفغانستان اليوم كما كان الحال على مدار العقود الخمسة الماضية.
وبعيداً عن الطموحات المرتبطة بالأراضي هناك اختلافات عقائدية وأيديولوجية بين طالبان وبين ولاية خراسـان، ويُعَدُّ فهم تلك الفوارق ضرورياً لفهم مستقبل أفغانستان ومعرفة الاتجاه الذي ستسلكه الأوضاع الإقليمية.
في البداية، قاتلت حركة طالبان مع ولاية خراسـان التي لديها هدفها الخاص وهو إمبراطورية إسلامية تمتد من سواحل الأطلسي إلى المحيط الهندي، وتمتد من آسيا الوسطى وصولاً إلى البلقان، أنشأ تنظيم داعش الأصلي في سوريا والعراق فروعاً مقسمةً جغرافياً لتحقيق الأهداف المحلية.
حركة طالبان ومدرسة الديوبندية
وكانت ولاية خراسان واحدةً من تلك الفروع. وتعاونت طالبان مع ولاية خراسـان في البداية من أجل تحرير أفغانستان بالكامل، ولكن بمجرد عودة طالبان إلى السلطة بات واضحا أن “الجهاد العالمي” ليس على قائمة أولوياتها، بل بدأ مسؤولو طالبان في دراسة أوجه التطوير التجريبية القابلة للقياس، ومنها بناء المستشفيات وتمهيد الطرق والري ومختلف أشكال المشروعات الملموسة.
- تتبع حركة طالبان مدرسة إسلامية تُدعى الديوبندية
- هي مدرسة فكرية تأسست في الهند لمعارضة الحكم الاستعماري البريطاني
- ينصب تركيز الديوبندية على تقوية المجتمع، لأن المجتمع الذي يتمتع بأخلاقيات وثقافة قوية لا يُمكن استعماره بسهولة
- تقول الفرضية هنا إن قصف الناس يُعد أسهل من كسب العقول والقلوب
ولهذا فإن أكثر الأسلحة فاعلية هي الثقافة، وليس البنادق ما يعني أن تشكيل الثقافة وقولبتها حسب الرغبة هو أمر يُشبه شحذ السيوف، وتبنى المجاهدون هذه الأيديولوجية أثناء الغزو السوفيتي، ثم تبنّتها طالبان لاحقاً أثناء الاحتلال الأمريكي، وبناءً على تعاليم الديوبندية، سعت حركة طالبان لتقوية وتشكيل الثقافة الأفغانية حسب رغبتها بعد الوصول للسلطة، لكنها واقعية وتخلّت عن السعي لبناء إمبراطورية إسلامية عالمية عبر الجهاد، إذ لم تعد الفكرة تحظى بالأهمية نفسها.
ولم تعد مُجدية سياسياً بعد وصولهم إلى السلطة، ورأى قادة طالبان أنهم حاربوا من أجل أفغانستان وعرق البشتون وحققوا مرادهم، ما يعني أن مرحلة الجهاد قد انتهت بالنسبة لهم نوعاً ما.
وقد صنّفت باحثة جامعة كاليفورنيا باربارا ميتوف فكر الديوبندية على أنه فكر لا سياسي بالتأكيد. حيث تُمثّل السياسة في مدرسة الديوبندية صندوقاً فارغاً يُمكن تعبئته بما يناسبك براغماتياً وفقاً لما يتلاءم مع أي موقف، وهذا هو ما تفعله حركة طالبان تحديداً، إذ تُسيطر طالبان على السلطة منذ سنوات لكنها لم تضع منظومةً قانونية صارمة أو تُلغ الأجهزة المدنية البيروقراطية من عهد الحكومات السابقة.
بل قررت الاعتماد على تلك الأجهزة. وتراجعت حدة فرض العدالة على طريقة طالبان أيضاً، كما ظهر شكل حوكمة أكثر مرونةً عند مقارنته بالمُثل الأكثر تشدداً التي اتبعتها الحركة في السابق.
ولاية خراسان والسلفية
وفي الوقت ذاته، ترى ولاية خراسـان أن “تخلّي طالبان عن الجهاد” وشكل بيروقراطيتهم وقوانينهم هي أمور غير مقبولة ولا تُغتفر، حيث تلتزم ولاية خراسان بمذهب إسلامي آخر هو السلفية.
- ولاية خراسـان لا تلتزم بالسلفية التقليدية بل تتبع مبادئ سلفية متشددة
- تعطي الأولوية لإقامة وتوسعة الخلافة الإسلامية
- يتناقض هذا بوضوح مع نظرة طالبان إلى العالم
- ينظر أتباع الديوبندية إلى الجهاد باعتباره وسيلةً للبقاء ومواجهة الإمبريالية
- ينظر المتشددون من أتباع ولاية خراسـان إلى الجهاد باعتباره أداةً للغزو وتدمير أي جهة تخالفهم الرأي
- ولاية خراسـان تريد إقامة الخلافة وتوسيعها من خلال الجهاد
ولهذا السبب تبنى تنظيم داعش طبيعةً نشطة تعتمد على تجنيد الجهاديين لتحقيق هدفه الدائم والمتمثل في إقامة الخلافة، وتتعارض أيديولوجية بناء الإمبراطورية هذه مع أيديولوجية طالبان، حيث تريد الأخيرة التركيز على القضايا المحلية التي تعاني منها أفغانستان، بدلاً من توسيع أراضيها.
ومن هذا المنطلق، سنجد أن ولاية خراسـان أكثر راديكالية من طالبان بوضوح وليست طالبان صارمةً بما يكفي للحكم، لهذا فقدت مصداقيتها لقيادة أفغانستان في عيون ولاية خراسان، ويُشكِّل هذا الاختلاف العقائدي بين الديوبندية والسلفية الراديكالية جوهر الحرب الثقافية بين طالبان وبين ولاية خراسـان، ويُمكن القول: إن ولاية خراسان تُشبه حركة طالبان في أيامها الأولى، دون تغيير أو تبديل. ولهذا عقدت قيادة ولاية خراسـان العزم على قتال طالبان للإطاحة بالحكومة في كابل، تماماً كما فعلت طالبان مع الولايات المتحدة.
- تعتمد ولاية خراسـان على تكتيكات حرب العصابات كما فعلت طالبان من قبلها
- يشمل هذا التفجيرات الانتحارية
- ولاية خراسان تعمل خارج الحدود على أمل إثارة أي استجابة يمكنها قلب موازين القوى
- تُدير ولاية خراسـان حملات تجنيد في الهند وباكستان وآسيا الوسطى
- تبحث منهجياً عن مُجنّدين جدد للانضمام إليها ويُفضل أن يكونوا من المقاتلين المحليين الحالمين بإحياء مجد خراسـان
- تُعد حملات التجنيد خارج الحدود ضرورية لاستمرار نمو الولاية، لأنها لا تسيطر على أي أراضٍ أو مراكز سكانية كبيرة
لكن عدد مقاتليها في الوقت الراهن يتراوح بين 600 و4,000 مقاتل فقط. ويُشكل الرقم الأكبر خطراً، لكنه يظل غير كافٍ لغزو أراضٍ في أفغانستان والسيطرة عليها ناهيك عن بقية منطقة خراسـان الأوسع، ومع قلة عدد المسلحين، لا تستطيع ولاية خراسان الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع طالبان.
حيث تمتلك الحركة جيشاً يصل قوامه إلى 80 ألف جندي، لكن يوجد مبررٌ آخر أكثر شراً يمنع طالبان من اتخاذ إجراءات أكثر حسماً ضد ولاية خراسـان.
- كانت طالبان جماعة متشددة في السابق أي أنها تمتلك علاقات عميقة مع غيرها من التنظيمات المتشددة، مثل الجهاديين الأوزبكيين والباكستانيين
- إن وزير خارجية طالبان سراج الدين حقاني لديه علاقات قوية بتنظيم القاعدة
- تتواجد الخلايا الخاضعة لعقوبات الدولة في تلك التنظيمات داخل حدود أفغانسـتان لتُشكِّل بذلك تهديداً إقليمياً دائماً
وقد تريد طالبان السماح للجماعات الجهادية بالبقاء على أراضيها بسبب صداقتها مع العديد من تنظيماتها، وبسبب أن طالبان تخشى ردود الأفعال السلبية من أصدقائها، وعلى الجانب المقابل، تريد طالبان أن تتوقف هجمات المتشددين داخل أراضي أفغانسـتان، وهذا يضعها في موقفٍ عصيب.
- إذا أخذت الحركة موقفاً صارماً ضد الولاية، من المحتمل أن تلتف تنظيمات جهادية مثل القاعدة وغيرها حول الأخيرة ما سيمنح الولاية قوة نيرانية وبشريةً أكبر.
لذا يُمكن اعتبار الأمر وسيلةً لحرمان الجماعات الجهادية الأخرى من المشاركة. - إذا سمحت طالبان للولاية بأن تُفلت من العقاب، سيتلاشى الدعم المحلي والدولي للحركة تدريجياً.
الصين وباكستان ضد ولاية خاراسان
تتعرض حكومة طالبان لضغوط متزايدة من أجل اتخاذ موقف أكثر حزماً وصرامة في التعامل مع ولاية خراسـان، وتُعد باكستان من الدول التي تضغط على حكومة طالبان من أجل التحرك ضد الولاية.
ففي عام 2022، قررت إسلام آباد التصرف من تلقاء نفسها عندما لم تتلق الرد المناسب من كابل، وشنّت غارات جوية ضد أهداف ولاية خراسـان في أفغانسـتان. ثم ردّت الولاية في وقتٍ لاحق من ذلك العام بمهاجمة السفارة الباكستانية في كابل. وحصد كلا الهجومين عشرات الأرواح.
ولا حاجة للقول إن هناك حرباً بالوكالة بين باكستان وولاية خراسان، بينما تقف طالبان عالقةً في المنتصف. ويزداد الأمر تعقيداً لأن الصين مهتمةٌ بقتال ولاية خراسـان أيضاً، إثر تعرُّض مواطنوها في أفغانستـان لعدة هجمات، وقد عرقلت هذه الهجمات طموحات التعدين الصينية في البلاد. لكن المخاطر تتجاوز ذلك.
إذ تسعى طالبان لإرضاء بكين وتشجع الاستثمار الصيني لاستغلال الثروات المعدنية، بينما تُدين ولاية خراسـان معاملة الصين للمسلمين الأويغور في سنجان (تركتسان الشرقية) عبر سلسلة من حملات الدعاية، ولا عجب في أن الصين قد تحالفت مع باكستان لمواجهة الولاية، وانضمت الولايات المتحدة أيضاً إلى هذه الخطة، حيث تعاونت واشنطن مع طالبان بتقديم الدعم الجوي لمواجهة الولاية في عدة مناسبات.
كما ناقش الجنرالات الأمريكيون إمداد طالبان بالمعلومات الاستخباراتية لتحسين جاهزيتها القتالية، وربما تكون هذه المرة الوحيدة التي تتلاقى فيها مصالح الولايات المتحدة والصين وباكستان وطالبان دون تحيُّز، وقد رفعت طالبان وتيرة عملياتها منذ ذلك الحين مدعومة بالقوى الأجنبية وذلك بهدف القضاء على العناصر الرئيسية في صفوف الولاية من أجل إعاقة أنشطة التنظيم.
وأسفرت واحدة من تلك العمليات عن اغتيال ضابط استخبارات ولاية خراسـان وهو الشخص نفسه الذي وضع خطة تفجير المطار عام 2021، ليودي بحياة 170 مدنياً و13 جندياً أمريكياً، لكن ما تزال هناك قيود على حجم الدعم الأجنبي الذي تستطيع حكومة طالبان أن تقبله إذ قد يُسفر الانحياز العلني للأمريكيين، ومطاردة ولاية خراسـان، عن نتائج عكسية.
لهذا يتعيّن على طالبان السير بحذرٍ للموازنة بين القوى الإقليمية والمتشددين المحليين.
إقرأ أيضاً:
✚ أزمات أفغانستان المتتالية.. ماذا يخفي المستقبل للجمهورية الإسلامية؟
✚ أفغانستان.. لماذا صُنفت دولة فاشلة وفق المؤشر العالمي؟ وهل كانت هكذا دائما؟
✚ مستقبل الدور القطري في الملف الأفغاني: الفرص والتحديات
✚ باكستان .. هل وصلت الدولة النووية إلى حافة الانهيار؟