موجز تنفيذي|
- ستكون لهزيمة حفتر في غربيّ ليبيا تأثيراتٌ واسعة النطاق على ائتلافه وشبكة داعميه الدوليين، حيث سيعيد كثير منهم النظر في تحالفهم معه، في ظل استمرار رغبتهم السيطرة على الحكم في ليبيا.
- برزت تركيا منذ مطلع العام، وبدرجة أكبر بعد الانتصارات الأخيرة، كلاعب رئيسي مهيمن على الأرض. الأمر الذي قد يدفع في ظل تصاعد وتيرة التنافس الدولي المقبل في ليبيا، لأن تواصل تركيا وروسيا التعاون والتوافق في نطاقات نفوذٍ منفصلة، بمسار شبيه لما حدث بينهما في سوريا.
- لا يمكن لقوات اللواء حفتر البقاء من دون الدعم العسكري الروسي، ويشير الانتشار العسكري الأخير إلى أن روسيا تهدف إلى تأمين مواقع قوات حفتر في شرقيّ ليبيا. كما أن خيارات الإمارات ومصر حالياً ضعفت في مواجهة تقدم القوات المدعومة تركياً، مما سيمنح روسيا نفوذاً أكبر على الساحة الليبية.
- سوف يدفع التدخُّل العسكري الروسي الولايات المتحدة والقوى الأوروبية نحو توحيد أكبر لجهودها؛ دفاعاً عن الأمن الاستراتيجي لجنوب أوروبا والمصالح الأمنية الاستراتيجية للولايات المتحدة في البحر المتوسط.
نقطة تحوّل
- تأتي انتصارات قوات حكومة الوفاق الوطني على قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في غرب ليبيا تتويجاً لزخم النشاط العسكري الذي دعمته تركيا بشكل متنامي منذ مطلع العام الجاري (2020). ويأتي الدعم العسكري التركي لحكومة السراج بعد توقيع اتفاق بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 يقضي بزيادة التعاون الأمني بين الطرفين وبترسيم الحدود البحرية بينهما.
- ولم تستعِد القوات المتحالفة مع حكومة الوفاق -المُعتَرَف بها من قِبَلِ الأمم المتحدة- السيطرة على كلِّ طرابلس فقط، وإنما اجتاحت أيضاً معاقل قوات حفتر في بني وليد وترهونة، بعدما واجهت مقاومة أقل كثيراً مِمَّا كان مُتوقَّعاً.
- هذا الانجاز لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا مثّل تحوّلاً كبيراً في الهيمنة العسكرية على الأراضي الليبية، وفي أفق التسوية السياسية للصراع وأطراف النفوذ الدولي فيه. كما يحمل في طياته اعادة تموضع في مواقف دول كانت تراهن على حفتر وبات يمثل لها عبئاً في حفظ مصالحها أو تحقيق أهدافها في ليبيا ومنها للمنطقة المحيطة بها.
- فبالرغم من أن قوات حفتر لم تُهزَم بشكل نهائي بعد، إلا أن قدرتها على الدفاع في سرت أو الجفرة سيعتمد على مدى استمرار روسيا والامارات بشكل أساسي على دعمه عسكرياً ولوجستياً، في حين تحاول مصر وضع بصمتها على الجهود الدبلوماسية لإسناد حفتر.
- روسيا لاتزال تحافظ على وجودٍ كبيرٍ لها في الجنوب، بما يشمل 14 طائرة مقاتلة نوعية في الجفرة، وقواتٍ بالمئات من شركة فاغنر العسكرية الخاصة. كما أعلنت مصر عن ارسال تعزيزاتٍ إلى الحدود مع ليبيا. والتُقِطَت صورٌ لصفَّين على الأقل من الدبابات المصرية يتحرَّكان نحو الحدود، بهدف إظهار القوة وتأمين الحدود من أيِّ توغُّلٍ مُحتَمَلٍ للميليشيات. وزادت امكانية التوغُّل العسكري المصري المباشر والمعلن في شرقيّ ليبيا، ولكنه مازال مستبعداً في هذه المرحلة.
- بالنسبة لحفتر، جاء “إعلان القاهرة” باعتباره هزيمةً سياسية تُفاقِم من خسائره العسكرية. ومع رفض حكومة الوفاق وقف هجومها قبل تحرير سرت ومنشآتها النفطية والجفرة، بات من غير المُرجَّح أن تتوصَّل أيُّ اتفاقيةٍ بين قوات حفتر وحكومة الوفاق إلى خفضٍ للتصعيد في الصراع، خاصةً أن كلا الطرفين لم يبدِ إرادةً للالتزام بشروط وقف إطلاق النار السابقة.
تطورات داخلية
- انتهى المشهد بحسم معركة طرابلس بعد أكثر من عام على انطلاقها، وما يزيد عن 2500 حالة وفاة. لكننا نتوقع في الأسابيع القليلة المقبلة مزيداً من التصعيد في المنطقة الوسطى لليبيا، بعد أن تم صد قوات حفتر عن طرابلس، وتحرك قوات حكومة الوفاق شرقاً تجاه سرت محققةً إنجازات على الأرض، مما يصعّد من فرص امتداد القتال إلى منطقة الهلال النفطي.
- وبالتالي، ستشهد سرت وضواحيها تطورات عسكرية بتوقع أن تحدد مناطق نفوذ كل من تركيا والامارات في ليبيا للمرحلة المقبلة. ولا تزال القوات الداعمة لحفتر تسيطر على قاعدة الجفرة الجوية في قلب الصحراء الليبية الجنوبية، وستواجه قوات الوفاق خطر الانتشار الضعيف عسكريا إذا تم السعي إلى تحقيق المزيد من التقدم السريع تجاه القاعدة، فقد تراجعت قوات الوفاق عن دخول سرت بعدما استرجعتها لفترة وجيزة 6 يونيو بسبب الضربات الجوية العنيفة من قوات حفتر.
- أما في طرابلس، نتوقع أن يقل خطر القصف العشوائي عليها من قبل تحالف الامارات تدريجياً الأسابيع المقبلة، وأن تقوم فرق التخلص من الذخائر المتفجرة بتطهير مناطق الاشتباكات جنوب العاصمة. في حين أن مطار معيتيقة الدولي يمكن أن يستأنف عملياته على المدى القصير، حيث تعرض لأضرار كبيرة نتيجة القصف المكثف الذي تعرض له من قوات حفتر، ولحين ترميمه ستبقى خيارات السفر مقيدة.
- تشير تحليلات عسكرية أن نتيجة ضعف سيطرت حكومة الوفاق على القوات الموالية لها، قد نشهد خلافات داخلية أكبر حول مكاسب الحرب والسيطرة على الأرض بين المجموعات المسلحة، خاصة بين قوات الزاوية / الزنتان ومصراتة / وطرابلس، على سبيل الحصر.
المنافسات الإقليمية والتعقيدات الجيو-استراتيجية
- تدويل الصراع عقبة أمام تسويته:
- تهيمن تركيا وروسيا، علاوة على الإمارات ومصر وفرنسا، على المشهد في الوقت الحالي، وتقع هذه الهيمنة بدرجةٍ أقل في يدِ قطر والسعودية. أما الاتحاد الأوروبي وألمانيا فقد بذلا جهوداً من أجل احتواء مستوى التدخُّل الأجنبي، في حين اتسم الموقف الأمريكي إزاء ليبيا بالتناقض والتخبُّط، وظلَّت الولايات المتحدة بشكلٍ رئيسي على الهامش في الجهود العسكرية والدبلوماسية.
- يعتمد مقدار الاستثمار التركي المستقبلي في ليبيا على المراحل المقبلة من الحرب. وهناك بعض الخطر في الانجرار إلى صراعٍ مُكلِّف إذا اختارت روسيا الدفاع عن مواقعها. وستصبح حينها الولايات المتحدة وأوروبا أكثر قلقاً بشأن تمكُّن روسيا من موطئ قدمٍ لها على طول السواحل الجنوبية للبحر المتوسط.
- هذا لا يعني أن دور الامارات قد تقلص نهائيا في ليبيا بعد خسائر حفتر، فلا تزال الطائرات بدون طيار الإماراتية المقاتلة تشن غارات جوية في ليبيا في الوقت الراهن، وتعتبر الامارات الممول الأساسي للتحالف المناهض لتركيا. ولكن، بعد القضاء على هجوم حفتر في طرابلس، بات يعتمد بقاء قوات الشرق الليبي ومؤسساته في برقة أكثر على الدعم الدبلوماسي والعسكري الذي توفره مصر وروسيا، مما قد يضطر الإمارات الى التراجع قليلاً وقبول فرضية أن تتصدر مصر وروسيا المشهد في الوقت الراهن في ليبيا.
- مع تمركز الاستقطاب الدولي حول الفصيلين الليبيَّين الرئيسيَّين، سوف تزيد وتيرة تدويل الصراع في المرحلة المقبلة، مما يفاقم من تعقيده ويجعله يتَّخِذ شكلاً مختلفاً عمَّا بدأ به. ويفرض تدويل الصراع عقبةً جيو-استراتيجية أمام جهود الأمم المتحدة الرامية إلى الاستقرار، وذلك لرفض بعض الدول الاعتماد على آليات أممية لتسويته أو إنهاء حالة الحرب في ليبيا، خاصة كل من فرنسا والامارات.
- معضلة مصر:
- في هذه المرحلة، يُعَدُّ الطرف الأكثر قلقاً هو مصر. فقد اعتقد نظامها أن قوات حفتر هي درع الحماية الغربي لمصر ضد المقاتلين الليبيين والحكومات المُتعاقِبة في طرابلس، غير أن خسارة حفتر الأخيرة أفقدت حلفائه تفوقاً أمنياً وعسكرياً على الأرض كان يمثل تأميناً لمصالحهم الجيوسياسية بالمنطقة.
- لذا، تبحث مصر حالياً عن خياراتٍ وطرقٍ أخرى لتأمين مصالحها، إذ أصبحت أقل ثقةً بنجاح حفتر في ذلك. وقد تفكِّر مصر في التحوُّل إلى عنصرٍ رئيسي آخر في النسيج السياسي الليبي لتشكيل هيكل سياسي جديد يقف إلى جانب حفتر أو يستبدله في مرحلة مقبلة، سيكون من شبكة مؤيِّدي الحاكم السابق معمر القذافي، الذين يعيش كثير منهم في مصر وتجمعهم علاقاتٌ قوية بالنظام المصري.
- وتفيد بعض وسائل الإعلام المصرية بأن حفتر قد أُبقِيَ في القاهرة (كمقر إقامة) حتى يحل محلَّه قائدٌ شرقيّ بديل. وقد تعتمد قدرته على البقاء الآن على نظرة الإمارات إليه بعد هزائمه الأخيرة على الأرض.
- سيكون أيُّ تعاونٍ أمني مع حفتر، أو مع بديلٍ مُحتَمَل له، حاسماً بالنسبة لمصالح الأمن القومي المصري. لطالما كانت مصر، ولا تزال، حريصةً على منع أيِّ فراغٍ بالسلطة في شرق ليبيا، خاصةً بالنظر إلى المخاوف المصرية بشأن حدودها الغربية التي يسهُل اختراقها من طرف ليبيا.
- أما سياسياً، فيشير مضمون “إعلان القاهرة” إلى امكانية أن يقبل السيسي في المرحلة المقبلة بانتخاباتٍ جديدة في ليبيا، رغم أنه قد يختار عدم الاعتراف بنتائجها في حين كانت غير مواتية.
- اللعبة الروسية المزدوجة:
- شجَّعت روسيا الدبلوماسيةَ لمحاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتقاسم السلطة، بينما ترسل طائرات ومرتزقة لدعم حفتر في الشرق الغني بالنفط.
- تهدف الطائرات والمرتزقة إلى دعم موقف حفتر العسكري وتعزيز أوراق قوته في المفاوضات التي سيكون لموسكو اليد العليا فيها نيابة عن حفتر، وهذا يمثل مبعث قلق للغرب. لكن ربما كان الهدف استعراض القوة، ولمنع حكومة الوفاق الوطني من التقدم نحو فزان في الجنوب الغربي وبرقة في الشرق.
- يبقى أن نرى ما إذا كانت روسيا تهدف إلى الإبقاء على شِبه انتشار دائم لها في ليبيا مثلما تفعل في سوريا أم لا. ولو أنَّه توجد اختلافات ملحوظة بين تدخُّل روسيا بصورة مباشرةٍ أكثر في ليبيا مقارنةً بسوريا. فبعكس المعارضة السورية، تملك حكومة الوفاق الوطني قدرات دفاع جوي مهمة وسلاح جو أثبت بالفعل فاعليته في مواجهة منظومات الدفاع الجوي روسية الصنع لدى قوات حفتر.
- في الواقع، لطالما أشار المخططون الاستراتيجيون العسكريون الروس إلى ميناءي طبرق ودرنة الليبيين باعتبارهما بديلين مثاليين و/أو مكمّلين للمنشأة البحرية في سوريا، وذلك في إطار مساعي موسكو لتأسيس وجود بحري لها خارج البحر الأسود.
- لكنَّ البلدان الغربية كانت مهيمنة على النفوذ الخارجي بشمال إفريقيا في حقبة ما بعد السوفييتية، لاسيما فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة. وعليه سينظر بعض المسؤولين في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى مساعي روسيا المتزايدة لتأسيس وجود شبه دائم في ليبيا باعتباره تهديداً مباشراً لها يستدعي مواجهته.
مؤشرات التغيُّر: اضطلاع الولايات المتحدة بدورٍ نشط:
- في حين ظلَّت الإدارة الأمريكية بعهد الرئيس دونالد ترامب في الغالب على الهامش، مُعتبِرَةً أنَّ الصراع يمثل مبعث قلق أمني أكثر بالنسبة لأوروبا، كان هناك اهتمام من الكونغرس بليبيا، فضلاً عن رغبة في تأسيس موقف سياسي أوضح، لاسيما من خلال الدعم الذي قدَّمه الحزبان -الجمهوري والديمقراطي- لـ”قانون تحقيق الاستقرار في ليبيا”.
- بالنظر إلى التحولات الأخيرة في مجرى الحرب، والوجود الروسي الآخذ بالاتساع في شمال إفريقيا، وضغط الكونغرس، قد لا تبقى الولايات المتحدة على هامش هذا الصراع أطول من ذلك.
- كان للإدارة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة نشاط دبلوماسي أكبر رفيع المستوى بشأن ليبيا، لم تقم به في الأشهر الثلاثين السابقة. وربما يكون قرار روسيا تزويد قوات حفتر بطائرات هجومية قد دفع أيضاً الولايات المتحدة إلى التحول لدعم حكومة الوفاق الوطني علناً، للمرة الأولى منذ سنوات عديدة.
- يُرجَّح أن توسع الولايات المتحدة انخراطها في ليبيا بثلاث طرق رئيسية: تحفيز -وليس فقط مراقبة- الأصوات السياسية الداعمة في الشرق والغرب، تسليط الضوء على الانتهاكات المزعومة لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة، والضغط على تركيا وروسيا للانسحاب من ليبيا.
- سوف تسعى الولايات المتحدة أيضاً للحيلولة دون التوصل إلى صفقة روسية تركية محتملة. فقد تستفيد روسيا وتركيا من الوضع الجديد على الأرض لإضفاء طابع رسمي على مواقعهما الحالية في ليبيا. إذ من شأن تركيا أن تحصل على الدعم الروسي في مواجهة المعارضة الأوروبية لكلٍّ من وجودها في طرابلس واتفاقها البحري الخلافي مع ليبيا؛ ومن شأن روسيا ترسيخ موقعها في النصف الشرقي من البلاد، وتعزيز مصالحها الاقتصادية المحلية، وتوسيع قواعدها العسكرية بالمنطقة وهو أكثر ما يقلق الولايات المتحدة.
- تجنَّبت الولايات المتحدة حتى الآن فكرة الحوار مع روسيا بشأن ليبيا، على الرغم من اقتراح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حواراً على وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، خلال زيارته لواشنطن في ديسمبر/كانون الأول الماضي. لكنَّ هذه السياسة قد تشهد عكساً للمسار قريباً. إذ يُرجَّح أن يبدأ المسؤولون الأمريكيون الحديث مع روسيا وتركيا لتحديد الشروط المشتركة التي يمكن القبول بها لإنهاء الحرب وسحب عتادهما العسكري المتطور على الجبهات.
استشراف السياق
- تدخل الحرب الأهلية في ليبيا مرحلة جديدة يُحتمَل أن تكون حاسمة. وسيكون لهذا التحول تداعيات جيوسياسية ويُغيِّر حسابات وتكتيكات اللاعبين المحليين.
- سقوط ترهونة يعني نهاية هجوم حفتر على طرابلس. ولم تعد لديه الآن أي فرصة واقعية للاستيلاء على السلطة. وستكون لذلك تأثيرات كبيرة متتابعة على تحالفه، وسيعيد كثيرون في تحالفه النظر في الموقف منه شخصياً، ومن شكل دعمهم لحليف لهم في ليبيا المقبلة.
- ستبقى الإمارات، في الوقت الراهن، أكثر داعمي حفتر نفوذاً على الأرض، في حين يبدو أنَّ روسيا متحمسة للحصول على حصة أكبر من التواجد على الأرض وقاعدة دائمة هناك. لكنَّ تلك الخطة قد ترتد بنتائج عكسية؛ إذ بدأت تقاوم الولايات المتحدة الآن علناً المغامرة الروسية في شمال إفريقيا وتضغط على الإمارات للذهاب إلى طاولة المفاوضات التي يتوقع أن يمثل أطرافها تركيا وروسيا بوساطة أمريكية.
- لا تملك حكومة الوفاق حتى الآن القدرة المطلوبة لاستعادة كامل البلاد بقوة السلاح، برغم تفوقها العسكري والزخم الذي اكتسبته، لذا ستبقى تمثل تحالف الضرورة بين ميليشيات متنوعة أيديولوجياً وحَّدها عدو مشترك مدعوم من تركيا. يتوقع أن تظهر توترات داخل تحالف الوفاق الهش مع كل استحواذ أكبر على السلطة والأرض، وإن لم تتم السيطرة على هذه الخلافات عاجلاً ستمثل نقطة ضعف قاتلة لكل الانجازات التي تمت حتى الآن.
- يؤدي أي وقف طويل الأمد لإطلاق النار في هذه المرحلة إلى ترسيخ التقسيم الفعلي لليبيا. ولن يمانع الداعمين الدوليين لحفتر من تقسيم ليبيا طالما استمرت سيطرتهم على موارد النفط الضخمة. وسيكون هدف تركيا المقبل هو منع تقسيم البلاد، والحيلولة دون تحول ليبيا إلى دولة فاشلة على البحر المتوسط.
- وبالنسبة لاحتمالات التوصل إلى اتفاق استراتيجي تركي-روسي، مماثل لعملية أستانا السورية، فهي تزيد في الفترة المقبلة، لكن أي مسعى مثل هذا سيواجَه بمقاومة من الليبيين والقوى الغربية التي تتمثل مصالحها في الحد من النفوذ التركي والروسي في شمال إفريقيا.