صراع التحكم في أسعار النفط بين الولايات المتحدة الأمريكية وتحالف أوبك بلس
سياقات - ديسمبر 2021
تحميل
الإصدار
الخبر
- أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الإسبوع الماضي أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقوم بالإفراج عن 50 مليون برميل نفط من احتياطاتها الاستراتيجية، وهي الإفراجات الأضخم في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية من بعد إعصار كاترينا 2005 وحرب عاصفة الصحراء 1991، وتأتي هذه الخطوة بالتوازي والتنسيق مع بعض أكبر مستهلكي النفط في العالم بما في ذلك الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان والمملكة المتحدة، وجاءت الخطوة بعد رفض تحالف أوبك بلس بقيادة كل من السعودية وروسيا للدعوات الأمريكية بزيادة معدلات الانتاج اليومي من النفط.
التحليل
- تبدو الخطوة الأمريكية ذات دافع سياسي أكثر من كونها حلا لأزمة ارتفاع اسعار الوقود في الولايات المتحدة، حيث تؤكد أغلب التقديرات أن كميات النفط المفرج عنها من الاحتياطات الاستراتيجية لن تؤدي سوى انخفاض محدود في الأسعار في فترة زمنية قصيرة. وجه بايدن عدة رسائل للتحالف من خلال تلك الخطوة، أهمها أن أمن الطاقة الأمريكي لا يجب أن يعتمد على دول أوبك بلس، وأن الولايات المتحدة جادة في مواجهة تحكم التحالف في أسعار النفط حتى إذا كلفها الأمر التنسيق مع الصين المنافس الاستراتيجي الأول لها. بالإضافة إلى ذلك، وجهت كل من الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان والمملكة المتحدة رسالة إلى أوبك بلس أن مشاركتهم الرمزية مع أمريكا هي دعم سياسي للخطوة الأمريكية.
- على الجانب الآخر، تسبب ظهور متحور كورونا الجديد (أوميكرون) والذي صاحبه مبالغة في القلق والذعر من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا في تراجع أسعار النفط في الأيام الماضية، ومع ذلك قررت أوبك بلس في اجتماعها أمس الاستمرار في سياستها وزيادة إمدادات النفط المخطط له في شهر يناير المقبل، مع مواصلة مراقبة السوق والتوقف إذا استدعت الظروف ذلك. يبدو من قرار أوبك بلس أنه بالرغم من ميل كل من السعودية وروسيا إلى عدم الرضوخ للضغوط الأمريكية، ولكن الأكثر ترجيحا هو عدم رغبة التحالف وخاصة السعودية في تجاهل رسائل أمريكا والمستهلكين الرئيسيين للنفط وادراكها لما قد يسببه من مخاطر سياسية، لاسيما وأن العلاقات بين المملكة وواشنطن متوترة بالفعل.