تسعى روسيا منذ بداية الحرب ضد أوكرانيا إلى تحقيق نصر قليل التكلفة، أي أن تشن غزوا شاملا دون عمليات عسكرية كبيرة، لكن القوات الروسية لم تحرز التقدم المخطط له منذ البداية. ولا يرجع السبب للمقاومة الأوكرانية، وإنما لأن الجيش الروسي معتمد على المدفعية، ولم يستخدم حتى الآن سوى جزء ضئيلٍ من قوته العسكرية المتاحة.
فهل سيغيّر الرئيس الروسي خطته لتحقيق الانتصار وللحفاظ على ماء وجهه؟
منصة أسباب وبالشراكة مع Caspian Report، تقدم لكم في هذا الفيديو أسباب فشل خطة روسيا العسكرية حتى الآن.
خطة روسيا لغزو أوكرانيا
يختلف الهجوم الروسي الأخير على أوكرانيا عمّا حدث في شبه جزيرة القرم عام 2014، فآنذاك اتبعت روسيا استراتيجية الاشتباكات الواسعة مع القوات الأوكرانية، وأجبر فريق الرجال الخضر الصغار القوات الأوكرانية على مغادرة قواعدها ونجحت في الاستيلاء على شبه جزيرة القرم، كانت خطة روسيا في الغزو الأخير مختلفة. دخلت الحرب وهي تسعى إلى تقليل الموت والدمار إلى أقل حدٍ ممكن.
- اتبعت خطة الاندفاع المحموم نحو كييف، ما قد يجبر الحكومة الأوكرانية على السقوط، بالتزامن مع تحريك وحدات أصغر للاستيلاء على مفارق طرق استراتيجية.
- جرب الجيش الروسي شيئًا لم يجربه من قبل، وهو ضبط النفس لأن روسيا تكبح قوتها العسكرية عمدًا. وتظهر الصور مفتوحة المصدر قصف كييف ومدن أخرى، لكن رغم الضرر الذي تسببت فيه هذه الضربات، ليست هذه هي الإمكانية العسكرية الكاملة للجيش الروسي والتي ظهرت في أفغانستان أو سوريا.
إقرأ أيضاً:
تداعيات الهجوم على أوكرانيا في العالم
أزمة أوكرانيا.. مغامرة بوتين تضع أمن الطاقة الأوروبي على المحك
أزمة أوكرانيا.. هل يعوض الغاز القطري أوروبا عن الغاز الروسي؟
نورد ستريم 2: تدفق نفوذ روسيا الجيوسياسي إلى أوروبا
قمة الناتو 2030 تطلق مواجهة مفتوحة بين الغرب والتحالف المضاد له
خطة أوكرانيا في الرد
- قاتلت القوات الأوكرانية ببسالة فاقت التوقعات، ولعبت على الثغرات اللوجستية لدى الجيش الروسي
- عملت على تفجير السكك الحديدية القادمة من وإلى روسيا
- أجبرت اللوجستيات الروسية على التحول من الإمداد بالقطارات إلى الشاحنات
- استهدف المقاتلون على الأرض ومُسيّرات بيرقدار في الجو، شاحنات الوقود.
أسباب فشل خطة روسيا
- الجيش الروسي يخطط لغزو شامل دون العمليات العسكرية التي يتطلبها ذلك الغزو، واستندوا على الأرجح إلى ظنهم بإمكانية تجنب احتدام القتال على الأقل في البداية
- الكرملين استهان بالعزيمة القتالية الأوكرانية
قوة الجيش الروسي لم تظهر بعد
رغم أن ما حدث أوصل روسيا إلى مطاف سيء، لكن ينبغي ألا تحتفل أوكرانيا بهذه السرعة خاصة إن قدَّرت قوة الجيش الروسي وفقًا لمكاسبه على الأرض.
- قطاعات واسعة من الجيش الروسي لم تدخل الحرب بعد، ولم يتم استغلال إمكاناتها
- المدفعية الروسية لم تستخدم إلا جزءً ضئيلًا من قوتها
- القوات الجوية الروسية غائبة عن المشهد بدرجة كبيرة
- لم تُستخدَم صواريخ الكروز أو الصواريخ الباليستية في تدمير الدفاعات والقواعد الجوية
لذا فإن الغزو المكبوح من جانب روسيا ما زال لم يثمر عن شيءٍ بعد.
هل يغيّر بوتين خطته العسكرية؟
ليس لدى القيادة في روسيا من الموارد ما يتيح احتلالًا عنيفًا طويل الأمد، فالضغوط الاجتماعية والسياسية بدأت تنشأ داخل روسيا.، لذا يحتاج بوتين إلى نهاية سريعة للحرب، وإلا قد تتسبب في مشاكل داخلية ضخمة، ولهذا السبب قد يضطر الكرملين إلى زيادة عنف خطته الحربية.
- يمكن أن يبدأ الجيش الروسي في استهداف المرافق العامة والمناطق السكنية
- ستزيد الخسائر المدنية، بهدف إجبار زيلينسكي على التفاوض
- ستتحول أوكرانيا ببطء وثبات إلى ساحة حرب شبيهة بسوريا، وسيمتلئ الريف الأوكراني بالأنقاض
- الحد الذي سيقبل به بوتين من حيث الحلول التفاوضية، أن تتنازل أوكرانيا عن القرم لروسيا
- من المرجح أن يرفض زيلينسكي هذه المطالب ما يعني استمرار القتال لفترة من الزمن
إلا أنه في حال استمرت الحرب، فهذا يعني أن أثر العقوبات على روسيا سيبدأ في الظهور وستهز أركان حكم بوتين.
لكن على بوتين الاختيار بين جرائم الحرب في أوكرانيا، أو الهزيمة الداخلية في روسيا.