مع تواصل الحرب الروسية ضد أوكرانيا، أمر الرئيس فلاديمير بوتين الجيش الروسي بوضع قوات الردع النووي في منشأة بوروفسك وغيرها في حالة تأهب قصوى، وهنا يزداد القلق أكثر في المنطقة من الانجرار نحو حرب عالمية ثالثة، فهل يلجأ بوتين إلى إلقاء قنبلة بالقرب من دولة بحلف الناتو مثل بولندا أو رومانيا في محاولة للانتصار بحربه على أوكرانيا؟
منصة أسباب وبالشراكة مع Caspian Report، تقدم لكم في هذا الفيديو سيناريوهات تحول الأزمة الأوكرانية إلى حرب نووية؟
عوامل تطور النزاع
تعد الحرب في أوكرانيا أخطر نزاع في أوروبا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، لأنها قد تتحول إلى حرب أوروبية أو حرب عالمية. فكيف؟
- دول حلف الناتو تزود أوكرانيا بالسلاح لكنها استبعدت فكرة إرسال القوات أو فرض منطقة حظر جوي لأن كلاهما يعني قتل مواطنين روسيين وهو ما سيضع الناتو وروسيا على مسارٍ سريع نحو الحرب العالمية الثالثة
- سُجِّل اندلاع قتالِ ضارٍ بالقرب من محطة زاباروجنيا النووية في حين أبلغت محطة تشرنوبل عن تعطل في الطاقة ومثل هذه الأحداث قد تسبب في آثار جسيمة في الدول المجاورة
- أغلب شحنات الأسلحة من الناتو إلى أوكرانيا تمر ببولندا ومع زحف الآلة العسكرية الروسية على غربي أوكرانيا يمكن أن تبدأ الطائرات الحربية الروسية في قصف قوافل الناتو إلى أوكرانيا
- يمكن للمقاتلات الروسية أثناء مطاردتها للنفاثات الأوكرانية أن تخترق المجال الجوي البولندي
السيناريو الأقرب لإشعال الحرب العالمية
يسعى كل من الكرملين والبيت الأبيض إلى تجنب توسيع نطاق الصراع، لكن الترسانة النووية الضخمة لروسيا تزيد المخاوف، ويعد فرض الناتو منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، السيناريو الذي يمكن أن يشعل فتيل النزاع العالمي، وتلح أوكرانيا في هذا الطلب منذ بداية الحرب الروسية في فبراير/شباط الماضي. لكن تطبيق الحظر الجوي سيكون مخاطرة كبيرة.
- في حالة فرض الحظر الجوي، ستهاجم النفاثات الأمريكية والتابعة للناتو الطائرات الروسية في الجو والدفاعات الجوية الروسية على الأرض
- يمكن أن ترد روسيا بضرب الأهداف الأوكرانية بأسلحة نووية غير إستراتيجية لترسل رسالة إلى الناتو بأن يتراجع
- هذه الأسلحة لها قدرة تدميرية عالية للغاية ويمكن أن تمتد آثارها إلى أراضي الناتو وسيصعب ضباب الحرب من التحقق من الأحداث المختلفة
- حينها يمكن أن يخرج الوضع عن السيطرة بأسرع مما قد يتوقعه أي أحد ويمكن أن يتسبب الهجوم على أراضي دولة عضو بحلف الناتو
- في حال اندلاع الحرب بين روسيا والناتو، ستُستعمل فيها الأسلحة النووية على الأرجح لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تعادل بها روسيا الموازين لمواجهة القوة المجتمعة لحلف الناتو
هل يمكن لبوتين إطلاق سلاح نووي بمفرده؟
تعتمد الإجابة على عملية الإطلاق. فإن كانت ضربة انتقامية فإن العملية ستحتوي على صمامات أمان لتجنب الأنباء الزائفة والقرارات المتهورة، لكن فيما يتعلق بضربة متعمدة، فيمكن تجاوز صمامات الأمان هذه. ويبدو أن هذا ما فعله في 27 فبراير حين أعطى الأوامر للجيش ليضع قوات الردع النووية في حالة تأهب قصوى.
وفقًا للكولونيل فاليري يارينيتش الذي عمل متخصصًا في اتصالات القيادة والتحكم في سلاح الصواريخ الإستراتيجية السوفيتي، فإن قرار الإطلاق الروسي لا يخرج من شخص واحد فقط، لذا إن أعطى بوتين الأمر بإطلاق الصواريخ النووية لابد أن يصدق عليه:
- وزير الدفاع ورئيس الأركان وذلك عن طريق حقيبة شيغيت ولهما حق الاعتراض وإيقاف القرار
- الوزير ورئيس الأركان الحاليين موالين لبوتين
- في حال امتنعا عن التصديق على القرار حينها يمكن لبوتين ببساطة إقالتهما في آخر لحظة
إقرأ أيضاً:
حرب دون لوجستيات في أوكرانيا .. هل يغير بوتين خطته العسكرية؟
تداعيات الهجوم على أوكرانيا في العالم
أزمة أوكرانيا.. مغامرة بوتين تضع أمن الطاقة الأوروبي على المحك
نورد ستريم 2: تدفق نفوذ روسيا الجيوسياسي إلى أوروبا
قمة الناتو 2030 تطلق مواجهة مفتوحة بين الغرب والتحالف المضاد له
“الإضرار المنضبط”.. سياسة الجيش الروسي
في حالة أوكرانيا فإن الصورة أكثر تعقيدًا، فعقيدة الجيش الروسي تبيح الأسلحة غير الإستراتيجية في النزاعات التقليدية. ويسميه الروس “الإضرار المنضبط”، ونفذ الجيش الروسي مناورات عسكرية واسعة النطاق سابقاً، ضمت محاكاة لضربات نووية غير إستراتيجية.
الفرق بين الأسلحة النووية الإستراتيجية وغير الإستراتيجية
- الأسلحة الإستراتيجية:
تشير إلى أنظمة الإطلاق طويلة المدى التي تحمل رؤوسًا ذات تأثير ضخم
- الأسلحة غير الإستراتيجية:
تشير إلى أنظمة أنظمة إطلاق قصيرة المدى برؤوس نووية محدود التأثير ويمكن أن تكون فعالة في ساحة القتال، يمكنها مهاجمة القوات والقواعد الجوية والموانئ البحرية والمنشآت.
ترسانة روسيا النووية
تقول نشرة علماء الذرة إن روسيا بحيازتها 1912 رأسًا حربيًا غير إستراتيجي مخزنة، إلى جانب ترسانة إستراتيجية تبلغ 4477 رأسًا حربيًا من بينها 1588 رأسًا حربيًا إستراتيجيًا مركبة بالفعل على صواريخ باليستية أرضية وصواريخ باليستية تُطلق من الغواصات وقاذفات قنابل جوية ثقيلة، والأسلحة الإستراتيجية مثل الصاروخ الباليستي العابر للقارات التي نراها عادة في الأفلام يتراوح تأثيرها بين 300 و800 كيلو طن.
يذكر أن قنبلتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان تراوحتا بين 10 و20 كيلو طن. في حين أن الرأس الحربي البالغ تأثيره 300 كيلو طن يكفي لتدمير منطقة حضرية واسعة مثل باريس أو لندن وقتل جميع سكانها.
ماذا قد يستخدم بوتين ضد أوكرانيا؟
بما أن بوتين يركز على أوكرانيا وعاصمتها كييف فإنه قد يستعمل أسلحة نووية غير إستراتيجية وليس صواريخ باليستية عابرة للقارات، وحين أعطى الأوامر بوضع السلاح النووي في حالة التأهب لم يكن يشير إلى الصواريخ الباليستية طويلة المدى بل إلى أنظمة الإطلاق قصيرة المدى غير الإستراتيجية.
- وتعد مركبة 257 بيون من الأمثلة على هذا؛ فهي مركبة مدفعية ذاتية الدفع يبلغ مداها نحو 37 كيلومترًا ويمكن تعديلها لتطلق قذائف نووية يحمل كلٌ منها رأسًا حربيًا بتأثير كيلو طن واحد.
- صاروخ إسكندر الذي يبلغ مداه 500 كيلومترا، ويمكنه إطلاق سلاح نووي بتأثير يصل من 5 إلى 50 كيلوطن وهذا المردود والمدى سيحدث دمارًا واسعًا في ساحة القتال.
ومن هذا المنظور فإن وقوع حربٍ نووية مستبعد. فالأعراف التي تقضي بعدم شن الضربات النووية قوية وقد صمدت لعقود. لكن في أوكرانيا، كل الاحتمالات قائمة غير أن الضربات النووية ستكون محدودة بما يتسق مع مبدأ الإضرار المضبوط.