الخبر
قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن روسيا تعتبر نفسها في حالة حرب، بسبب تدخل الغرب إلى جانب أوكرانيا ولا يمكنها أن تسمح بوجود دولة على حدودها أبدت استعدادها لاستخدام أي وسيلة للسيطرة على شبه جزيرة القرم. وأوضح بيسكوف قائلا: “نحن في حالة حرب. نعم، لقد بدأت كعملية عسكرية خاصة، ولكن بمجرد تشكيل هذه المجموعة، عندما أصبح الغرب الجماعي مشاركًا في ذلك إلى جانب أوكرانيا، أصبحت حربًا بالنسبة لنا”.
التحليل: ماذا يعني أن تعلن روسيا أنها في حالة حرب؟ وإلى أين يتجه الصراع
منذ بدء الحرب، استهدفت روسيا من استخدام مصطلح “عملية عسكرية خاصة” إضفاء نطاق محدود وأهداف محددة للعمليات العسكرية، وذلك للتقليل من حدود الصراع وآثاره القانونية. لكنّ الإعلان عن “حالة حرب” يعكس تحولاً في طبيعة الصراع، قد يؤدي إلى زيادة التعبئة الداخلية للجيش الروسي وفرض التجنيد الإجباري، وتخصيص موارد أكبر للحرب، وربما تغيرات في الإستراتيجية العسكرية الروسية.
- يرسل الإعلان رسالة مفادها التزام روسي صارم وطويل تجاه الدفاع عن نفوذها وانجازاتها العسكرية، ويشير إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين ربما يسعى لحسم المعركة في أوكرانيـا مع بدء فترة رئاسته الجديدة، مستفيدا من تشتت التركيز العسكري الأمريكي تجاه حرب غزة، واستباق مساعي الإدارة الأمريكية الراهنة للضغط على طرفي الحرب من أجل احتوائها وإعادة التركيز الأمريكي على الحرب في أوكرانيـا، والتنافس مع الصين التي تصعّد من استعداداتها العسكرية في حوض الباسيفك.
- بالإضافة لذلك؛ فإن موسكو ترى فرصة سانحة للحسم في أوكرانيـا؛ في ظل ارتباك إمدادات الدعم العسكري الغربي لأوكرانيـا وغموض مستقبل الدعم الأمريكي في حال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر تشرين ثاني المقبل. وقد يكون إعلان روسيا أنها في حالة حرب سببا إضافيا لاستمرار تجنب الناتو الانخراط المباشر في المعارك أو إرسال قوات لأوكرانيـا حتى إذا طور الجيش الروسي الهجوم بهدف حسم الحرب.
- ويأتي إعلان روسيـا أنها في حالة حرب بينما الهجمات متصاعدة بين الطرفين خلال الثلاث شهور الماضية، وتحقق روسيا إنجازات عسكرية واضحة في شهري فبراير ومارس، خاصة السيطرة على مدينة أفدييفكا في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا والتي تمثل إنجازا عسكريا بارزا خلال العامين الأخيرين. كما سبق الإعلان تحذير بوتين في نهاية فبراير بمخاطر نشوب حرب نووية. وفي إطار تدريبات أسطول المحيط البحري الروسي أطلقت روسيـا صاروخا مجنحا بمدى 1000 كيلو وهو ما يعد رسالة تحذير، وذلك بعد إعلان أوكرانيا ضرب ثلاث مصافي نفط في منطقة سامارا الروسية بطائرات بدون طيار.
- قد يؤدي إعلان روسيـا “حالة الحرب” إلى تفاقم التأثيرات على أسواق الطاقة، في ظل التشديد المحتمل من قبل الغرب لتصعيد إجراءات معاقبة روسيـا، بما قد يؤدي للمزيد من ارتفاع الأسعار. كما سيكون هناك آثار عميقة على أسواق المواد الغذائية على مستوى العالم والأمن الغذائي خاصة في الدول المنخفضة الدخل؛ حيث أدى الصراع بين روسيا وأوكرانيا، المصدرين الرئيسيين للحبوب، إلى تعطيل الإمدادات الغذائية الدولية بالفعل وأدى إلى زيادات كبيرة في الأسعار في أسواق الحبوب والبذور الزيتية.
- في مقابل ذلك؛ أعلن تنظيم الدولة الإسلامية “ولاية خراسان” مسؤوليته عن هجوم مسلح وقع في قاعة حفلات بمركز كروكوس للتسوق غرب العاصمة الروسية موسكو، أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 143 شخصا وإصابة نحو 152، وفق لجنة التحقيقات الروسية. لكنّ بعض المراقبين يثيرون شكوكا حول مصداقية هذا التبني، حيث يعتبرون الحادث – بغض النظر عن اليد التي نفذته – إشارة لإمكانية أن يقابل الغرب مساعي الحسم الروسي في أوكرانيـا باستهداف الداخل الروسي. وقد اعتقلت روسيـا 11 شخص، وزعم جهاز الأمن الروسي FSB أن المهاجمين كانوا في طريقهم إلى أوكرانيـا مع وجود اتصالات على الجانب الآخر تدعمهم، لكن ممثلي المخابرات الأوكرانية رفضوا هذا الادعاء.
إقرأ أيضاً:
✚ أرمينيا تدور بعيدا عن فلك روسيا وتزيد سخونة التنافس في جنوب القوقاز
✚ هل يتحول الصراع الروسي في أوكرانيا إلى حرب أبدية؟
✚ كيف تؤثر إعادة هيكلة فاغنر على عملياتها ونفوذ روسيا في أفريقيا؟
✚ زيارة بوتين إلى بكين تؤكد استراتيجية الشراكة الروسية الصينية رغم التنافس