تحوّلت الحرب الروسية على أوكرانيا والتي كان يأمل بوتين أن تكون ضربة خاطفة، إلى حصار طويل مكلف، ورغم أن بوتين رسم لنفسه صورة الرجل القوي الذي يحسب حساب كل خطوة في العقود الماضية، لكنه قد لا يتمكن من الانتصار في حرب أوكرانيا انتصارًا حاسماً.
منصة أسباب وبالشراكة مع Caspian Report، تقدم لكم في هذا الفيديو كيف تصل روسيا نحو هزيمة استراتيجية بحربها ضد أوكرانيا.
بات واضحا أن غزو أوكرانيا كان أكبر خطأ استراتيجي ارتكبه بوتين في حياته لعدة عوامل:
- يواصل الأوكرانيون المقاومة ويرفضون أن يكونوا جزءً من الباحة الخلفية لروسيا
- يفتقر التخطيط الروسي إلى المعنويات واللوجستيات
- العقوبات المتواصلة من أمريكا والغرب والتي تجاوزت إيران لتصبح أكثر الدول تعرضًا للعقوبات بعددٍ إجمالي قياسي بلغ 5532 قرار
- المصداقية الروسية باتت تترنح فلا أحد مقتنع بتبريرات موسكو للحرب من البلطيق إلى القوقاز إلى وسط آسيا
هل تخضع أوكرانيا لروسيا إن فازت بالحرب؟
لا، فحتى إن انتصر الجيش الروسي في كل المعارك وسيطر على كل المدن، فهي لن تنتصر في الحرب لأنها لن تحكم سيطرتها على أوكرانيا على نطاق واسع، قد يسيطر الجيش الروسي على جنوبي وشرقي أوكرانيا إلا إن إخضاع غربي أوكرانيا سيكون أصعب بكثير.
- الجزء الغربي يحتوي على غطاء شجري كثيف سيفيد قوات المقاومة الأوكرانية في عملياتها في تلك المنطقة وسيكون موقفًا مشابهًا لقتال البارتيزان في أوكرانيا أثناء الحرب العالمية الثانية
- كل دبابة روسية يتم تدميرها ستحفز الأوكرانيين على المقاومة والصمود
- ستزيد كل ضحية أوكرانية من الغضب الشعبي على روسيا
- الكراهية يمكنها تحريك الأمم وحشد مجتمعات بأكملها لتصبح غذاء المقاومة الأوكرانية لأجيال
- في حال استمر عمل المقاومة الأوكرانية ستستنزف معنويات القوات الروسية وربما تدفع بالاقتصاد الروسي إلى الفقر
إقرأ أيضاً:
حرب دون لوجستيات في أوكرانيا .. هل يغير بوتين خطته العسكرية؟
تداعيات الهجوم على أوكرانيا في العالم
أزمة أوكرانيا.. مغامرة بوتين تضع أمن الطاقة الأوروبي على المحك
قمة الناتو 2030 تطلق مواجهة مفتوحة بين الغرب والتحالف المضاد له
الهزيمة الاستراتيجية لروسيا
من السهل احتلال بلد لكن من الصعب الاستمرار في احتلالها، وبالتالي فلن يحقق الروس ما سعوا لتحقيقه منذ البداية؛ وهو إنشاء منطقة فاصلة بين الأراضي الروسية وحلف الناتو المنافس، والعواقب غير المقصودة من هذه الحرب مثل العقوبات والمقاومة، سترهق الروس لأنهم دخلوا الحرب بتوقعات مختلفة تمامًا.
ماذا سيحدث بعد السيطرة على كييف؟
- يمكن أن يؤسس الكرملين بوليسًا سريًا لإخضاع الأوكرانيين
- يمكن إجراء انتخابات صورية وتنصيب حكومة موالية في كييف وتسميتها فيشي أوكرانيا لكن سلطة هذه الحكومة ستكون محل شك من الأجانب والأوكرانيين على حد سواء
- بدلًا من إقامة منطقة فاصلة كما أراد الروس ستتحول أوكرانيا إلى منطقة نزاع شديدة الاضطراب
- قد يمتد النزاع إلى الأراضي الروسية والنتيجة ستكون عكس ما سعى الروس إلى تحقيقه في البداية
- الفوضى في أوكرانيا لن تكون أمرًا يسهل على روسيا الهروب منه لأنها ليست عملية أجنبية بعيدة عنها وإنما هي دولة كبرى مجاورة
- سيرفض الشعب الأوكراني الاحتلال الروسي كما سيرفض الحكومات الصورية في كييف ولن يغير القمع قلوب الأوكرانيين وعقولهم
لذا تعتبر روسيا قد فشلت بالفعل في هدفها الأساسي لأنها لن تتمكن من الاحتفاظ بأوكرانيا على المدى الطويل ولن تحولها إلى إلى دولة خاضعة مثل بيلاروسيا.
ماذا غيّرت الحرب في أوكرانيا وروسيا؟
أوكرانيا
- لن يتمكن بوتين من محو الهوية الأوكرانية أو دمج الأوكرانيين بالهوية الروسية
- إن ركل روسيا لعش الدبابير قد أدى إلى تقوية الحس الأوكراني بالهوية وتوحيد صفوف الأوكرانيين
- الحس بالتجربة المشتركة الجماعية أصبح قوي، فالأمم تولد في ساحة المعركة وتتشكل بحكايات البطولة
روسيا
- على المستوى الدولي فإن العقوبات المفروضة على روسيا ستفصلها عن الاقتصاد العالمي
- 2. سيصبح هروب رؤوس الأموال واقعا متكررا يوميًا
- سيتراجع الاستثمار الأجنبي ويتعثر انتقال التكنولوجيا
- ستسعى الشركات الأجنبية إلى مغادرة البلاد وحتى أسواق الوقود الهيدروكربوني قد تغلق أبوابها في روسيا
- سيصبح إصلاح الاقتصاد الروسي وتحديثه من المستحيلات
- يمكن أن تصبح الصين حليفًا لروسيا لكن الصين لا يمكنها تثبيت الاقتصاد الروسي وحدها
- تغير انطباع الشعب الروسي عن القيادة السياسية لأن أوكرانيا قريبة من الأراضي الروسية ولها معنى مختلف عند الروسيين وهناك ملايين الأسر الروسية الأوكرانية المختلطة
- ستصل معلومات الحرب في أوكرانيا إلى أراضي روسيا رغم محاولة الآلة الإعلامية الروسية إخفاء الحقائق أو لي أعناقها أو تكذيبها