هل تبدأ روسيا ضم الأراضي الأوكرانية المحتلة؟ خطة موسكو الجديدة لأوكرانيا
مطالعات جيوسياسية - أكتوبر 2022

بدأت روسيا خطة جديدة لضم الأراضي الأوكرانية بدلا من الانفصال، وجاء تغيير تكتيكات روسيا تزامنا مع إعلان موسكو بكل قوة أنها لن تغادر الأراضي المحتلة في  خيرسون وزاباروجيا، وسط تأكيد على أن تبادل الأراضي ليس مطروحا، وإذا نجحت روسيا في خطتها، فإنها توسع أراضيها ومظلتها النووية على حدٍ سواء ليصبح من حقها قانوناً نشر أسلحة نووية تكتيكية في أوكرانيا.

منصة أسباب وبالشراكة مع Caspian Report، تشرح لكم في هذا الفيديو خطة روسيا الجديدة لأوكرانيا.

خطة روسيا لضم الأراضي الأوكرانية

  1. أدخلت روسيا عملتها ونظام ضمانها الاجتماعي على المناطق المحتلة
  2. فككت وسائل الإعلام وأزالت اللافتات الأوكرانية واستبدلتها ببدائل روسية
  3. يجري تصميم نظامٍ ضريبي جديد يتماشى مع النظام الروسي
  4. عيّن الكرملين مسؤولين لإدارة المحافظات الأوكرانية
  5. مرّر بوتين مرسوماً لإصدار جوازات سفر روسية للمواطنين الأوكرانيين
  6. ينتقل المعلمون وعمال البناء والأطباء الروس إلى أوكرانيا في محاولةٍ لكسب قلوب وعقول المجتمعات المحلية
  7. حلّت اللغة الروسية محل الأوكرانية في المدارس
  8. خضعت المناهج الدراسية للمراجعة بوتيرة سريعة
  9. الهدف النهائي يكمن في خلق بيئة سياسية اجتماعية جديدة تستوعب فكرة الضم
  10. يسعى المسؤولون الذين عينتهم روسيا لإقامة استفتاءات حول الموافقة على الانضمام للاتحاد الروسي

أثارت تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القلق حين قال إن جغرافية أوكرانيا تغيرت ولم تعد رغبات الانفصال مقتصرة على دونيتسك ولوغانسك فقط. إذ أوضح أن خيرسون وزاباروجيا والمناطق الأخرى لها الحق في تقرير مصيرها باستقلالية.

  • يرمي لافروف ضمنياً إلى أنهم يعملون على إعادة ترسيم الحدود قانونياً
  • إعلان مسؤولي لوغانسك ودونيتسك عن إقامة استفتاءات في الأسبوع الجاري
  • تخطيط خيرسون وزاباروجيا لإقامة استفتاءات مشابهة مستقبلاً

تهدف هذه الاستفتاءات لإرساء أرضية شبه قانونية لضم تلك الأراضي، تماما كما فعلت روسيا عام 2014 بعد تنظيم استفتاء في القرم قبل ضم شبه الجزيرة إلى روسيا، ويساعد المسؤولون الروس في القرم على تنظيم إجراء الاستفتاء في منطقة زاباروجيا حالياً، ويُقصد بالتنظيم هنا أن الروس يريدون جمع نحو 90% من الأصوات لأن أي نسبة أقل ستضر بمصداقية الاستفتاء.

خارطة ضم الأراضي الأوكرانية إلى روسيا

لماذا ترغب روسيا بضم الأراضي المحتلة؟

أولا.

  • موسكو لا تثق في النخب المحلية الأوكرانية المعينة بواسطة روسيا
  • يفتقرون إلى المعرفة التكنوقراطية بأساليب الحوكمة
  • لا يحظون بالدعم المحلي مما يعني أنهم لا يملكون أي سلطة تقريباً على الأراضي التي يحاولون حكمها
  • حاولت القيادة الروسية علاج المشكلة بتعيين البيروقراطيين الروس على رأس الكيانات التنفيذية الأوكرانية
  • روسيا ترى أن السبيل لإقامة حكم أكثر كفاءة في الأراضي المحتلة يقتضي تحويلها إلى جزءٍ نظامي في الاتحاد الروسي

ثانيا.

  • القوات المسلحة الروسية لم تفرض سيطرتها الكاملة على أي من الأراضي التي تعمل فيها
  • يسعى بوتين لضم الأراضي من أجل تحقيق ما عجز عنه جيشه في أرض المعركة
  • أضعف الهجوم الأوكراني المضاد قبضة روسيا على دونيتسك ولوغانسك وخيرسون
  • أصبحت الخدمات اللوجستية الروسية تحت الضغط
  • تتعرض مستودعات الأسلحة ومواقع القيادة وطرق الإمداد الروسية للنيران المتواصلة

ضغوط داخلية في موسكو

ثارت ثائرة النخب الروسية المتشددة بسبب الإخفاقات العسكرية وبدأوا في المطالبة بتصعيد دراماتيكي، وتتزايد الضغوط في موسكو من أجل التحرك الآن وبكل قسوة لتخلق روسيا واقعاً لا رجعة فيه إذا نجحت في ضم أجزاء من أوكرانيا.

  • سيسمح لها ذلك بتمديد مظلتها إلى الأراضي الجديدة
  • سيمنح بوتين الحق في تحويل “العملية الخاصة” إلى “حرب” واعتبار أي عملية قصف للأراضي المضمومة حديثاً بمثابة هجوم على روسيا
  • سيزيد حماس الجيش الروسي للدفاع عن هذه الأراضي بالتبعية حتى وإن جاء بتكلفة مرتفعة
  • ربما يصل الأمر بالكرملين إلى الرد بالأسلحة النووية التكتيكية لسحق القوى المعادية
  • قد يؤدي التهديد بالانتقام أو التصعيد النووي إلى الضغط على الغرب ليتوقف عن تسليح أوكرانيا

إقرأ أيضاً:

عقيدة بوتين الجديدة لسياسة روسيا الخارجية تمهد لمزيد من التدخلات العسكرية

3 أهداف تبرر الغزو الروسي لأوكرانيا؟

هل تسير روسيا على طريق الهزيمة الاستراتيجية في حربها ضد أوكرانيا؟

متى تبدأ روسيا خطط الضم؟

من الممكن أن تؤجل موسكو خطط الضم إلى وقتٍ لاحق من الخريف الجاري أو الشتاء، إذ لا ترغب القيادة الروسية في إغضاب الغرب أكثر بينما ما تزال الوحدة السياسية الأوروبية متماسكة، يجادل بعض صناع السياسة الروس  بأن من المنطقي إعادة جدولة خطط الضم لتاريخ لاحق بعد أن تشتد الانقسامات بين الدول الأوروبية نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة.

لكن روسيا ستحاول ضم أجزاء من أوكرانيا في النهاية بغض النظر عن التاريخ والأمر مسألة وقت ليس إلا، في المقابل، ترى القيادة الأوكرانية أن الاستفتاءات لن تغير شيئاً لأنها ستُعقد وسط ساحة معركة سريعة التغيير، إذ أن الطريقة الوحيدة الملموسة لمنع ضم الأراضي الأوكرانية تكمن في إجبار المهاجمين على التراجع داخل أرض المعركة. وكلما زادت الأراضي التي تستردها أوكرانيا، زاد تعطيل خطط الضم الروسية.

تكمن مشكلة إجراء الاستفتاءات داخل مناطق الحروب في أن مراكز الاقتراع تكون معروفةً مسبقاً مما سيجعلها عرضةً لهجمات المقاتلين الأوكرانيين، وفي حال أجبرت أوكرانيا الروس على التراجع واستردت أراضيها فسوف تصبح نجاة بوتين تحت التهديد .وإذا كانت معدلات قبول بوتين سترتفع بعد الضم، فإنها ستنخفض في حال عودة الأراضي المضمومة إلى السيطرة الأوكرانية.