الحدث
• قام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الأيام الماضية بجولة في جنوب شرق آسيا شملت كل من إندونيسيا وماليزيا، وألقى بلينكن خلال جولته كلمة في جامعة إندونيسيا في جاكرتا رسم فيها ملامح الاستراتيجية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتي تتصاعد فيها حدة التوترات بين أمريكا والصين منذ العقد الماضي، لاسيما مع بزوغ الأهمية الاستراتيجية لكل من بحر الصين الجنوبي الذي يقع في نطاق مسارات الشحن البحرية الأكثر كثافة في العالم والتي يمر عبرها ما يزيد عن نصف التجارة الدولية، ومضيق تايوان الذي يعد أحد نقاط التحكم في بحر الصين الجنوبي.
التحليل
- تأتي جولة بلينكن إلى جنوب شرق آسيا في سياق الصراع والتنافس الحالي بين أمريكا والصين لبسط نفوذهما على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث تعمل واشنطن على تحقيق التوازن إزاء صعود النفوذ الصيني، من خلال تأسيس روابط إقليمية تقودها الولايات المتحدة تكون قادرة على احتواء الصين اقتصاديا وعسكريا على حد سواء. في المقابل، تضاعف الصين وتيرة أنشطتها التوسعية في المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وتقوم بمحاولات متكررة لاختراق المجال الدفاعي لجزيرة تايوان بواسطة طائراتها المقاتلة.
- في توقعاتنا لسياسة “بايدن” تجاه الصين، رجحنا أنه سيحافظ على موقف متشدد نسبيًا تجاه بكين، مع تبني كامل لاستراتيجية عهد “أوباما” القائمة على مكافحة دور الصين المتزايد عبر بناء الثقة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع دول المنطقة. لذلك، عملت إدارة “بايدن” بشكل حثيث على إصلاح التحالفات والشراكات التي تضررت في عهد “ترامب”، وإيجاد شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مثل الهند وأستراليا واليابان.
- ومن ثم، لا تقتصر الرؤية الأمريكية تجاه المنطقة على الشراكات العسكرية التقليدية، بل تعمل واشنطن على تأسيس إطار اقتصادي شامل للمنطقة من خلال تعميق أنشطتها التجارية وجلب مزيد من الاستثمارات الخاصة في عدة مجالات تشمل البنية التحتية والاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا وسلاسل التوريد المرنة وإزالة الكربون والطاقة النظيفة، مما يمنح واشنطن مزيد من الانخراط في المنطقة ويمكنها من مواجهة الهيمنة الصينية.