الحدث
• صرحت الصين أمس الثلاثاء (7 ديسمبر 2021) أن الولايات المتحدة ستدفع ثمن أخطائها، وجائت التصريحات الصينية بعد إعلان أمريكا أنها ستقاطع دبلوماسيا أولمبياد بكين الشتوية في فبراير القادم بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في الصين. يستهدف القرار الأمريكي عدم السماح للصين باستغلال أحداث ثقافية ورياضية لتعزيز نفوذها الناعم دوليا، ويأتي ضمن سلسلة من الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة ضد الصين في إطار استراتيجية شاملة لمواجهة الصعود الصيني والذي تجعله الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة أولوياتها، لاسيما بعد تصاعد القوة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية للصين خلال السنوات الأخيرة وما صاحبه من تمدد لنفوذها الجيوسياسي في العديد من المناطق حول العالم.
التحليل
- ساهم النجاح النسبي للصين في مواجهة جائحة كورونا بالمقارنة مع الولايات المتحدة وباقي القوى الدولية في إدراكها لموقعها الدولي بعد الجائحة، وأن ثمة نظام دولي جديد يتشكل تقف فيه الصين على قدم المساوة مع الولايات المتحدة، عززت القناعة الصينية المتولدة بعد الجائحة من طموحاتها ودفعتها للمطالبة بالريادة العالمية وفي نفس الوقت التهديد بالرد الحازم على أي محاولات لاحتوائها.
- يبدو من رد الفعل الصيني على الإجراءات الأمريكية في الفترة الماضية أن السياسة الخارجية الصينية أصبحت أكثر جرأة واستعدادا للمواجهة أكثر من أي وقت مضى، وعلى الجانب الآخر، يبدو من الإجراءات الأمريكية الأخيرة أن الولايات المتحدة ستمضي قدما في استراتيجياتها لمواجهة الصعود الصيني. يعزز هذا الواقع الجديد الذي تفرضه إجراءات وتصريحات كل من أمريكا والصين من فرص تشكل حرب باردة، ولكن في ثوب جديد لن يتحول فيه العالم إلى كتل جيوسياسية صلبة على غرار الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
إقرأ أيضاً:
ما هي اتفاقية “أوكوس” التي قد تشعل حرب تسلح إقليمية في المحيط الهادئ؟
قمة الناتو 2030 تطلق مواجهة مفتوحة بين الغرب والتحالف المضاد له
الصين وتحديات صراع الهيمنة
اتجاهات السياسة الخارجية الأمريكية في عهد “بايدن”